السبت, يناير 25, 2025
spot_img
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

الرئيسيةأخبار رئيسيةمهرجان المانجو... لترويج السياحة البيئية وفتح أسواق عالمية

مهرجان المانجو… لترويج السياحة البيئية وفتح أسواق عالمية

اعداد : سمر صبرى

يلجأ العديد من أصحاب مزارع المانجو في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة، إلى تسريع عملية نضوج محصولهم الزراعي، عبر رش المانجو بالمواد الكيماوية – التي تسبب أمراض صحية خطيرة كأمراض الفشل الكلوي والفيروسات الكبدية والتسمم في بعض الحالات، ناهيك عن الأضرار التي تلحقها بالتربة والبيئة، ليتحوّل لون الثمار من الأخضر إلى الأصفر في وقتٍ قصير، من دون اكتمال نضوجها بشكلٍ طبيعي، مما يمكن المزارعين من جمع المحصول قبل أوانه والتسويق له باكرًا لتفادي منافسة المزارع الأخرى في الأسواق، وجني مكاسب مادية أكبر.

شكّلت محافظة الإسماعيلية حالة استثنائية في زراعتها للمانجو على مرّ السنوات، وحسّنت من سبل زراعة ورعاية هذه الفاكهة، وتميّزت بين كل الدول المصدرة لها، لأسباب عدّة حالة دون التمكن من منافسة جودتها الفريدة وطعمها المثالي عالمياً، ولكن اسمرّت معاناتها في التمكّن من تسويق المنتج بالأسواق المحلية والخارجية. 

مقابلة مع أحمد شجيع – مالك مزارع شجيع للسياحة البيئية وصاحب مبادرة “سياحة المانجو”، يتحدّث خلالها عن جودة مانجو الإسماعيلية.

لهذا، بهدف مساعدة مزارعي المانجو في الإسماعيلية في تسويق محاصيلهم السنوية من دون اللجوء إلى الأسمدة والمواد الكيماوية، عمل مالك مزارع الشجيع للسياحة البيئية في الإسماعيلية أحمد شجيع عام 2015 على نشر فكرة “سياحة المانجو” بهدف استقطاب المواطنين لزيارة مزارع الإسماعيلية وتنشيط سياحة اليوم الوحد. ولكن كانت انطلاقة مبادرة “سياحة المانجو” في نسختها الأولى عام 2021، حيث تمت الموافقة عليها من قبل محافظ الإسماعيلية آنذاك اللواء شريف بشارة، لتنظيمها في شكل مهرجان رسمي يقام كل عام.

مقابلة مع أحمد شجيع – مالك مزارع شجيع للسياحة البيئية وصاحب مبادرة “سياحة المانجو”، يتحدّث خلالها عن
فكرة مهرجان المانجو.

وفي هذا السياق أضاف شجيع قائلًا: “وجّهنا الدعوة لـ 25 سفارة وقنصلًا، بهدف تنشيط السياحة البيئية والتجارية واستقطاب المستثمرين لمحصول المانجو، وفتح أسواق خارجية لتصدير المحاصيل، وشهدت الأعوام الماضية مشاركة 9 دول في مهرجان الإسماعيلية”.

“مهرجان المانجو”…أرقام مبشّرة تجعل مصر بيّن المصدّرين الأوّائل للمانجو حول العالم 

خلال المواسم الثلاثة الماضية، حققت مبادرة “سياحة المانجو” إنجازات ملحوظة في زراعة وإنتاج فاكهة المانجو بمصر. ففي عام 2023، بلغت مساحة زراعات المانجو حوالي 119,513 فدانًا، بإنتاجية قدرها 412,372 طنًا. أما هذا العام، زادت إنتاجية هذه الأراضي لتصل إلى 480,570 طنًا، مما يشير إلى تحسن في كفاءة الإنتاج.

كما تلقت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي طلبات لتكويد التصدير من 520 كيانًا، تشمل مزارع ومحطات تصدير ومنشآت تعبئة وتغليف، وذلك بهدف البدء في تصدير محصول المانجو قبل موسم الحصاد، إذ تهدف منظومة التكويد إلى منح كل مزرعة أو شركة كودًا خاصًا لتسهيل تتبع المحاصيل وضمان مطابقتها لمعايير السلامة والنظافة والصحة، وبفضل هذه الإجراءات، نجحت مصر في تصدير 68,000 طن من المانجو بقيمة 77 مليون دولار، ما يمثل 2% من إجمالي الصادرات المصرية، وفق تصريح نائب أوّل الغرفة التجارية في الإسماعيلية جلال أبو الطاهر.

وتشمل أبرز الأصناف التصديرية “تيمور، عويس، هندي، ألفونس، زبدية، سكرية، كيت، سنارا، مبروكة، صديقة، وفجر كيلان”، وتتميز هذه الأصناف بقدرتها على التحمل بفضل سمك قشرتها، مما يجعلها مناسبة للتصدير.

مقابلة مع سعيد شعلان- مزارع، يتحدّث خلالها عن محصول المانجو والإنتاج وكيفية استفادته من المهرجان.

وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار بسبب زيادة تكاليف الإنتاج، إنّ توسّع التصدير ليشمل أكثر من 50 دولة، وفق معايير الصحة النباتية المعتمدة من منظمة الأغذية والزراعة (فاو) لعام 2020، قد ساهم في زيادة الطلب. كما لعب مهرجان الإسماعيلية الدولي للمانجو في نسختيه الماضيتين دورًا كبيرًا في رفع الطلب على المانجو الإسماعيلاوي من دول الخليج العربي، جنوب أوروبا، دول الشام، تركيا، ودول المغرب العربي. وعلى الرغم من الإنتاجية الكبيرة هذا الموسم، إلا أن الطلب العالمي فاق الكميات المتاحة للتصدير، مما حال دون تلبية احتياجات بعض الدول.

زراعة المانجو في مواجهة دائمة مع عوامل بيئية ومالية متعددة

يواجه أصحاب المزارع في الإسماعيلية والتجّار عدة تحديات تؤثر سلباً على إنتاجية محصول المانجو. فمن جهة، تؤدي العوامل المناخية المتقلبة إلى انخفاض المحصول في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة والحصاد. ومن جهة أخرى، تنتشر بعض الأمراض التي تصيب أشجار المانجو، مثل “العفن الهبابي” و”البق الدقيقي”، إلى جانب “ذبابة الفاكهة” التي تضر بأنواع معينة من المانجو، مما يؤثر على جودة المحصول.
كما أن استخدام الأسمدة المغشوشة يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الثمار والأشجار، حيث يتسبب في سقوط الثمار قبل نضوجها. علاوةً على ذلك، تشكل التكاليف المرتفعة للزراعة والإنتاج، بما في ذلك الأسمدة الزراعية والعمالة، عائقاً أمام المزارعين، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المحصول. وهذا الارتفاع ينعكس سلباً على حجم السوق ويؤدي إلى زيادة أسعار المنتج على الصعيدين المحلي والعالمي.
مقابلة مع أحمد شجيع – مالك مزارع شجيع للسياحة البيئية وصاحب مبادرة “سياحة المانجو”، يتحدّث خلالها عن
التحديات.

مبادرات مستقبلية لسياحة بيئة مستدامة في محافظة الإسماعيلية

لم يكتفي شجيع بإطلاق مبادرة “سياحة المانجو” ولكن عمل أيضاَ على وضع مشروع يحمل عنوان “مشروع بلدي” لعام 2024 ضمن برنامج السياحة البيئية، حيث تعتزم مزارع شجيع فتح باب التدريب مجانًا مع تقديم كتيب إرشادات بهدف توعية أصحاب المزارع داخل مدينة الإسماعيلية، لنشر فكره السياحة البيئية وسياحة المانجو، وذلك لجعل مدينة الإسماعيلية على خريطة السياحة العالمية، مما يساعد على خلق فرص عمل وتوفير بيئة خصبة للاستثمار المباشر، مما يرفع مستوى الخدمات التي تقدمها المزارع المختارة.
مقابلة مع أحمد شجيع – مالك مزارع شجيع للسياحة البيئية وصاحب مبادرة “سياحة المانجو”، يتحدّث خلالها عن المشاريع المستقبلية.

وبالتزامن مع العمل على “مشروع بلدي”، انطلقت مبادرة “إسماعيلية الخضراء” عام 2024، حيث قامت مزارع شجيع بزرع 5,700 شجرة على طريق الإسماعيلية فايد الصحراوي كمرحلة أولى وذلك بهدف جعل مدينة الإسماعيلية عاصمة السياحة البيئية في الوطن العربي. وستطبّق هذه المبادرة على 7 مراحل، وسيتم إشراك المواطنين بدءًا من المرحلة الثانية، حيث تنوي مزارع شجيع غرس 35,000 شجرة على الطريق الصحراوي، وسيتم الاعتناء بالأشجار والنباتات المزروعة من قسم الزراعة في المزرعة وستحفر آبار مياه للحفاظ على الترشيد وتوفير المياه اللازمة.

تم إعداد هذا التقرير ضمن تدريب إقليمي حول “الصحافة البناءة”، تنظمه مؤسسة مهارات والبرنامج الأوروبيEU Neighbours South، في إطار مبادرة Media Connect.

مقالات ذات صلة

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here